منذ أن قدمت سامسونج واجهتها الخاصة One UI لأول مرة، شهدت تطورًا ملحوظًا جعلها واحدة من أكثر واجهات الأندرويد نضجًا وثراءً بالمزايا. وعلى الرغم من أنّ الهواتف التي تعمل بنظام Android العادي (AOSP) توفر تجربة نظيفة وخفيفة، فإن One UI تقدم تجربة أكثر تكاملًا وعملية، خصوصًا للمستخدمين الذين يبحثون عن أدوات ذكية تُسهل عليهم حياتهم اليومية.
لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن واجهة One UI تحتوي على عشرات الخصائص والمزايا المخفية التي قد لا تكون واضحة في الاستخدام اليومي، والتي تمنح المستخدمين تجربة أكثر مرونة وذكاء. في هذا المقال، نأخذك في جولة لاكتشاف تلك المزايا المخبأة التي تجعل One UI تتفوق على النظام العادي، مع شرح لكيفية تفعيلها والاستفادة منها.
واحدة من أبرز نقاط القوة في واجهة One UI هي التركيز على راحة المستخدم وسهولة الاستخدام بيد واحدة. سامسونج أعادت تصميم عناصر الشاشة لتكون في الجزء السفلي منها، مما يجعل الوصول إليها أسهل بكثير مقارنةً بالواجهات الأخرى التي تضع الأزرار في الأعلى. فعندما تفتح تطبيق “الإعدادات” مثلًا، تلاحظ أن العناوين تُعرض في النصف العلوي بينما تتجمع عناصر التحكم والخيارات في الجزء السفلي، ما يجعل استخدام الهاتف أكثر سلاسة، خاصة مع الشاشات الكبيرة.
ميزة الوضع بيد واحدة نفسها أكثر تقدمًا في One UI من غيرها. بضغطة زر أو بسحب بسيط، يمكن تقليص الشاشة إلى الزاوية اليمنى أو اليسرى لتتحكم بها بسهولة، دون الحاجة لتغيير طريقة الإمساك بالهاتف أو استخدام اليد الثانية.
ميزة أخرى مميزة هي خاصية “المهام الروتينية” أو Bixby Routines، وهي تشبه إلى حد كبير تطبيقات الأتمتة مثل Tasker، ولكن بواجهة أبسط وأكثر تكاملًا. تسمح لك هذه الميزة بإعداد سيناريوهات ذكية مثل: عندما تصل إلى المنزل، يتم تلقائيًا تفعيل وضع Wi-Fi، وخفض مستوى الصوت، وتشغيل الإضاءة الذكية. أو عند توصيل سماعة الرأس، يتم فتح تطبيق الموسيقى المفضل لديك. هذا النوع من الأتمتة لا يتوفر بشكل مدمج في نظام Android الخام، ويحتاج إلى تطبيقات طرف ثالث.
ميزة “نافذة التطبيقات المصغرة الذكية” Smart Widgets تُعد من أجمل الإضافات في الإصدارات الحديثة من One UI. هي عبارة عن ويدجت موحدة يمكن من خلالها التمرير بين عدة ويدجت مختلفة داخل نفس المساحة، ما يوفر الكثير من المساحة على الشاشة الرئيسية. مثلًا، يمكنك دمج الطقس، والتقويم، والموسيقى في ويدجت واحد فقط والتنقل بينهم بسهولة.
ميزة “لوحة الحافة” Edge Panel التي بدأت أولًا في سلسلة Galaxy Edge، تطورت لتصبح واحدة من أفضل الأدوات في One UI. من خلالها يمكنك سحب شريط جانبي صغير يحتوي على التطبيقات المفضلة، أدوات مثل المسطرة أو البوصلة، لقطات الشاشة، وحتى الوصول إلى مهام متعددة مثل فتح تطبيقين في نفس الوقت. هذه الميزة لا تتوفر في نظام Android العادي دون تحميل تطبيقات إضافية.
من النقاط التي يتفوق فيها One UI أيضًا، هو مستوى التحكم في الخصوصية. بينما أندرويد يتيح صلاحيات عامة للتطبيقات، توفر سامسونج “لوحة الخصوصية” الخاصة بها، والتي تمنحك نظرة مفصلة على نشاط التطبيقات، مع تنبيهات حية عند استخدام الكاميرا أو الميكروفون أو الموقع. كما يمكنك إعطاء صلاحيات مؤقتة للتطبيقات، أو منعها من العمل في الخلفية بشكل كامل.
ميزة “المجلد الآمن” Secure Folder من أبرز الأدوات التي تجعل One UI مختلفًا عن غيره. هو مجلد مشفّر محمي بكلمة مرور أو بصمة، يمكن داخله إنشاء نسخة منفصلة من التطبيقات مثل WhatsApp أو Gallery، ويمكن تخزين الصور والمستندات والحسابات الحساسة فيه. هذه الميزة مفيدة للغاية لحماية البيانات الشخصية أو حتى إنشاء بيئة عمل منفصلة على نفس الجهاز.
تقدم سامسونج أيضًا أدوات ذكية للصيانة وتحسين الأداء، من خلال تطبيق “العناية بالجهاز” Device Care. هذه الأداة توفر فحصًا سريعًا للهاتف، وتمنحك تقريرًا عن حالة البطارية، الذاكرة، التخزين، والحماية. بضغطة زر، يمكن تنظيف الملفات غير الضرورية، إغلاق التطبيقات التي تستهلك البطارية، وتحسين الأداء العام للهاتف دون الحاجة لأي تطبيق خارجي.
من المزايا الأقل شهرة لكنها شديدة الفائدة، خاصية “استنساخ التطبيقات” أو Dual Messenger. تتيح لك هذه الخاصية استخدام نسختين من نفس التطبيق مثل WhatsApp أو Facebook، على نفس الهاتف، دون الحاجة لتطبيقات طرف ثالث. الميزة مفيدة للأشخاص الذين يستخدمون شريحتين في الهاتف، ويريدون فصل حياتهم الشخصية عن العملية.
واحدة من الإضافات العملية التي تسهّل الحياة هي ميزة “تسجيل الشاشة” المدمجة في واجهة One UI. ليست فقط مجرد أداة تسجيل، بل يمكنك أيضًا من خلالها تشغيل الكاميرا الأمامية أثناء التسجيل، أو تسجيل الصوت من الميكروفون والنظام في نفس الوقت. هذه الأداة مفيدة جدًا لمنشئي المحتوى أو الطلاب الذين يحتاجون لتسجيل شروحات أو مكالمات تعليمية.
حتى في ما يخص التخصيص، تتيح One UI إمكانيات واسعة من خلال متجر الثيمات Samsung Themes، الذي يحتوي على آلاف الخلفيات، الأيقونات، والثيمات التي يمكن تطبيقها بسهولة. كما تدعم الواجهة أيضًا التخصيص الدقيق للشاشة Always On Display، بما في ذلك الرسوم المتحركة، والألوان، والمحتوى المعروض.
الهواتف الحديثة من سامسونج تأتي أيضًا بميزة Dex، وهي ميزة حصرية تتيح تحويل الهاتف إلى بيئة شبيهة بالحاسوب عند توصيله بشاشة خارجية. من خلال هذه الميزة، يمكن استخدام الهاتف كجهاز مكتبي، مع واجهة منفصلة، دعم للفأرة ولوحة المفاتيح، وتشغيل تطبيقات متعددة في نوافذ مختلفة. هذا النوع من التجربة لا يزال غير موجود بشكل أصلي في نظام Android العادي.
حتى ميزة “الإشعارات المنبثقة الذكية” Smart Pop-up Notifications تمنحك طريقة جديدة للتعامل مع التنبيهات. بدلًا من ظهور الإشعار في الشريط العلوي فقط، يمكنه الظهور كنافذة صغيرة عائمة تتيح لك الرد مباشرة، دون الخروج من التطبيق الذي تستخدمه. تجربة هذه النوافذ العائمة تجعل التفاعل مع الهاتف أكثر سرعة وانسيابية.
تتفوق سامسونج أيضًا في دعمها الطويل للتحديثات الأمنية والنظامية. الشركة تلتزم الآن بتقديم تحديثات أمنية شهرية لعدد كبير من أجهزتها، بالإضافة إلى أربعة أعوام من تحديثات النظام الرئيسي لأجهزة الفئة المتوسطة والرائدة. بينما لا يحصل الكثير من هواتف الأندرويد الأخرى على نفس الالتزام الزمني، خصوصًا من الشركات الأقل شهرة.
أحد العناصر الخفية ولكن المفيدة جدًا هو إعداد التحكم في لون الصوت Sound Assistant. هذه الميزة تتيح لك ضبط مستوى الصوت بشكل مستقل لكل تطبيق. مثلًا، يمكنك خفض صوت YouTube مع الحفاظ على مستوى صوت Spotify مرتفعًا، دون التأثير على بعضهما البعض. كما يمكنك تغيير طريقة ظهور شريط الصوت، أو تخصيص أزرار الصوت لتأدية وظائف إضافية.
حتى في لقطات الشاشة، تقدم سامسونج مزايا إضافية مثل إمكانية التقاط صورة طويلة (Scrolling Screenshot)، أو تعديل اللقطة مباشرة بعد التقاطها، وإضافة نصوص ورموز بسهولة. هذه التفاصيل الصغيرة توفر وقتًا وجهدًا كبيرين للمستخدم.
لا يمكن أيضًا تجاهل التكامل العميق مع نظام Galaxy Ecosystem. إذا كنت تمتلك ساعة ذكية من سامسونج، أو سماعة Galaxy Buds، أو حتى جهاز لوحي، ستجد تجربة One UI متماسكة وتوفر مزايا مثل نقل الملفات السريع، نسخ ولصق بين الأجهزة، ومشاركة الشاشة بسهولة، وهي أمور لا تتوفر بنفس السلاسة في بيئات أندرويد الأخرى.
أخيرًا، من الجيد الإشارة إلى أن سامسونج لم تتوقف عند تقديم هذه المزايا فقط، بل تستمر في تطوير واجهتها لتكون أكثر ذكاءً وتخصيصًا. واجهة One UI الآن تُعد من أفضل ما يمكن أن يحصل عليه مستخدم Android، سواءً من حيث التصميم أو الوظائف أو الأمان.
إذا كنت من مستخدمي هواتف سامسونج أو تفكر في اقتنائها، فإن التعرف على هذه الخصائص المخفية سيمكنك من الاستفادة الكاملة من قدرات جهازك، وتحويل تجربتك إلى شيء أكثر ذكاء وفعالية مما كنت تتوقع.
Leave feedback about this
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.