ما مدى فاعلية سناب شات في الترويج للخدمات التعليمية والمهنية في الخليج؟

في عالم تسويق الخدمات، تهيمن القطاعات التقليدية مثل التجارة الإلكترونية والموضة والمطاعم على المشهد الإعلاني في سناب شات. لكن في السنوات الأخيرة، برز اتجاه غير متوقع: استخدام سناب شات كقناة لتسويق الخدمات التعليمية والمهنية، خصوصًا في دول الخليج مثل السعودية، الإمارات، والكويت. فهل هذا الاتجاه فعّال فعلًا؟ وهل يمكن لمراكز التدريب، الجامعات، والتطبيقات التعليمية أن تنجح على منصة يُنظر إليها على أنها ترفيهية؟ دعونا نحلل ذلك بالتفصيل.

لماذا يعتبر سناب شات قناة واعدة للتسويق التعليمي؟

1. الانتشار الكبير بين فئة الشباب: أكثر من 75% من مستخدمي سناب شات في الخليج تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا، وهي الفئة الأساسية المستهدفة بالخدمات التعليمية والمهنية.
2. الخصوصية العالية: المنصة تعتمد على التواصل الفردي والقصص المؤقتة، مما يشعر المستخدم بالارتباط والثقة، خصوصًا عند الحديث عن مستقبل مهني أو تعليمي.
3. التركيز على المحتوى البصري: المؤسسات التعليمية التي تقدم محتوى جذابًا (مثل جولات افتراضية في الحرم الجامعي، شهادات المتدربين، أو ورش عمل مباشرة) تجد بيئة مناسبة تمامًا للتفاعل.
4. الإعلانات القابلة للتفاعل: يمكن استخدام إعلانات سناب شات مع أزرار مباشرة للتسجيل، زيارة الموقع، أو تحميل تطبيق، مما يسرّع التحويل.

أمثلة ناجحة من السوق الخليجي:

1. منصة تعليم إلكتروني إماراتية تستهدف طلاب الثانوية:

• الهدف: جذب مشتركين جدد قبل موسم الامتحانات.
• الاستراتيجية: استخدام قصص قصيرة لمؤثرين شباب يشاركون تجربتهم في الدراسة باستخدام المنصة، مع روابط Swipe Up للتسجيل.
• النتائج:
  • زيادة بنسبة 40% في عدد المستخدمين الجدد خلال 3 أسابيع.
  • تكلفة اكتساب الطالب أقل بنسبة 25% من الحملات عبر إنستغرام أو يوتيوب.

2. أكاديمية سعودية للتدريب المهني عن بعد:

• الهدف: الترويج لدورة تقنية بشهادة معتمدة.
• الاستراتيجية: نشر فيديوهات قصيرة من خريجين سابقين يتحدثون عن كيفية حصولهم على وظيفة بعد إكمال الدورة، ضمن إعلانات Snap Story موجهة للباحثين عن عمل.
• النتائج:
  • زيادة التفاعل بنسبة 70% مقارنة بحملات تقليدية.
  • نسبة تحويل إلى تسجيل بلغت 12%، وهي نسبة عالية جدًا لقطاع تعليمي.

3. جامعة خاصة في الكويت تستهدف التسجيل في برامج البكالوريوس:

• الهدف: تعزيز الوعي والتسجيل في بداية السنة الدراسية.
• الاستراتيجية: فيديوهات مصورة من داخل الحرم الجامعي، مع لقطات من الحياة الطلابية ومقابلات قصيرة مع الطلبة، موجهة لمستخدمي سناب شات في الكويت فقط.
• النتائج:
  • أكثر من 1.5 مليون انطباع خلال أسبوعين.
  • ارتفاع عدد طلبات التسجيل بنسبة 35%.

ما الذي يجعل الحملات التعليمية ناجحة على سناب شات؟

1. القصص الحقيقية: المستخدم الخليجي يبحث عن المصداقية، لذا فإن عرض قصص نجاح حقيقية من طلاب سابقين أكثر تأثيرًا من الحملات المبهرجة.
2. استخدام المؤثرين المحليين: التعاون مع مؤثرين من نفس الدولة واللهجة يجعل الرسالة أكثر قربًا، خصوصًا إذا كانت مرتبطة بمستقبل المستخدم.
3. البساطة والاختصار: سناب شات لا يناسب الفيديوهات الطويلة. المفتاح هو تقديم الفكرة بسرعة وجاذبية خلال أقل من 10 ثوانٍ.
4. الاستهداف الجغرافي والعمري: أدوات سناب شات الإعلانية تسمح بتحديد الجمهور بدقة، مثل استهداف الشباب بين 17 و25 في مدينة معينة.
5. استخدام الواقع المعزز (AR): بعض الأكاديميات تستخدم فلاتر تفاعلية لجعل التجربة أكثر انخراطًا، مثل تجربة ارتداء زي التخرج أو التفاعل مع بيئة افتراضية للدراسة.

تحديات محتملة يجب الانتباه لها:

• انطباع المنصة الترفيهي: لا يزال البعض يرى سناب شات كمنصة للمرح فقط، لذلك على المؤسسات التعليمية أن تبدع في تقديم المحتوى ليبدو طبيعيًا ومناسبًا للسياق.
• قياس العائد بدقة: رغم توفر أدوات قياس، إلا أن تتبع رحلة العميل من سناب إلى التسجيل النهائي يتطلب إعدادًا فنيًا جيدًا.
• محتوى غير محفوظ: القصص تختفي بعد 24 ساعة، مما يتطلب حملة مستمرة ومتكررة لتحقيق الأثر.

هل يستحق الاستثمار؟

نعم، خصوصًا في ظل التغيرات الكبيرة في سلوك الشباب الخليجي الذين يقضون أوقاتًا طويلة على المنصة، ويتفاعلون بسهولة مع المحتوى القريب من واقعهم. المؤسسات التي تتبنى التوجه المبكر على سناب شات ستتمتع بأفضلية تنافسية قبل أن يصبح المجال مشبعًا.

نصائح للمؤسسات التعليمية:

1. ابدأ صغيرًا ولكن بشكل احترافي: لا تحتاج إلى ميزانية ضخمة، بل إلى استراتيجية واضحة وفيديوهات جذابة.
2. اجعل المحتوى شخصيًا: استخدم شهادات الطلاب، لقطات من الصفوف، أو مقابلات حقيقية.
3. تابع وتحسن باستمرار: اختبر أنواعًا مختلفة من القصص، وتابع النتائج لتكرار ما ينجح.
4. ادمج سناب شات في حملتك الشاملة: ليعمل جنبًا إلى جنب مع إنستغرام ويوتيوب والبريد الإلكتروني.

خاتمة:

سناب شات لم يعد منصة ترفيهية فقط، بل أصبح أداة تسويق فعّالة ومباشرة حتى للقطاعات التي لم تكن تفكر بها يومًا. إذا كنت تمثل مؤسسة تعليمية أو مركز تدريب في الخليج، فربما آن الأوان أن تعيد التفكير في طريقة تواصلك مع جمهورك، وتبدأ في استكشاف إمكانيات سناب شات بعيون جديدة واستراتيجية ذكية.